Tuesday, 30 March 2021

السيرةُ المُخْتَصَرةُ لاستشهادِ ماري كْلَوْدْيُوس يوم ١١ بؤونه (قبل التقويم الجريجوريانيّ ٥ يونيو، حاليًّا ١٨ يونيو) حسبُ مخطوطِ القاهرة، المتحف القپطيّ، تاريخ ٤٦٩ قَدَّمَ لها وحقَّقَها الأخ وديع الفرنسيسكانيّ La vita breve di Claudio Martire 11 Bawunah (antico 5, attualmente 18 Giugno) Ed. Awad WADI ملحوظات تُحْذَف بعد ذلك: ١) الكلمات الأجنبيّة بخط time ٢) الكلمات الاجنبية والعربيّة الموضوعة بين قوسين مربّعين []، وهي القراءات الخاطئة بحجم أصغر درجتين ٣) أرقام الفقرات ببنط أسود BOLD وبالأرقام العربيّة الشرقيّة (هندي): ١، ٢، ٣ إهداءٌ: أُهْدِي هذه النشرةَ لشهداءِ المسيحيّةِ، في القرنِ الحادي والعشرين، ولا سيّما شهداء كنيسة الپطرسيّة، وعلى رأسهم السيّد نبيل حبيب، الذي أعرفه منذ سنة ٢٠٠١، والطفلة الشهيدة ماجي. مناشدةٌ: أُعََبِّرُ عَنْ شُكْري لِمَنْ يَلْفِتُ نظري إلى مخطوطٍ آخر للسيرةِ المنشورةِ، وأكونُ حافظًا لجميلِ مَنْ يذوِّدُني بصورةٍ لهذا المخطوط. طبقاتُ الشهداءِ: في تقسيمِ الشهداءِ، هناكَ شهيدٌ منْ زمنِ الدولتَيْن الرومانيّةِ والفارسيّةِ؛ وهناكَ شهيدٌ «جديد» في الدولِ التاليّةِ. وهناكَ الشهيدُ «الأجدد» في أيّامنا. المخطوطُ المُسْتَخْدَمُ: القاهرة، المتحف القپطيّ، تاريخ ٤٦٩ (جراف ٧١٢؛ سميكه ٩٦) (القرن ١٤)، ورقة ٢٨١ظ-٢٨٦ظ. على سبيلِ التقديمِ كانتْ نقطةُ الانطلاقِ لهذه النشرةِ ترجمةَ مداخلِ (مقالاتِ) الأب سمير خليل في «الموسوعة القپطيّة»، التي انتهيت منها في يوليو ٢٠١٧). ولمّا ترجمتُ المدخلَ الخاصَّ بكتاباتِ الأنبا قُسْطَنْطينُس اسقف اسيوط، ومنْ ضمنِها سيرتان للقدِّيسِ كْلُودِيوس Claudius، أردتُ التأكُّدَ منْ وجودِ نشراتٍ لهذه السيرِ. وبالفعلِ وجدتُ نشرتَيْن، الأُولى أعدَّها نبيل سليم، بعنوان «الشهيدان مار أقلاديوس وأبا بقطر شو» (من ديارات الآباء، ٥)، القاهرة، المطبعة المتّحدة، ١٩٦٧، ص ٣-١٤، وهو يعتمدُ على مخطوطَيْن في المتحف القپطيّ، وهما تاريخ ٤٧٤، وتاريخ ٤٦٩، ولكن لا يذكرُ النصوصَ كاملةً؛ وهناك نشرةٌ لنصِّ الأنبا قُسْطْنْطينُس الطويل، بعنوان: «سيرة الشهيد العظيم القدِّيس اقلوديوس ابن الملك ابطلماوس وموجز عن مير قبليّ» (من كنوز مخطوطات مكتبة كنيسة العزب بمير قبليّ)، جمع وطبع أبناء الكنيسة بمير قبليّ، مراجعة وتقديم الأنبا توماس اسقف القوصيّه ومير وكلّ تخومهما، وادي النطرون، مطبعة دير البراموس، الطبعة الثانية {تاريخ الطبعة الأُولى غير وارد}، ١٩٨٢، ١٨٩ ص. ويذكر الناشرون مخطوطَيْن للسيرة: الأوّلُ في كنيسةِ الشهيدِ، ويعودُ إلى الأوّلِ من برمهات ١١٧٥، أيْ ١٤٥٩ (ومنْ صورةٍ لصفحةِ العنوانِ أعتقدُ أنَّ المخطوطَ لا يعودُ إلى أقدمِ منْ القرنِ التاسع عشر، إنْ لمْ يكنْ منَ القرنِ العشرين)؛ والثاني في دير المحرّق ٩/ ١٨. و هناك، منْ الأكيدِ، مخطوطاتٌ أُخرى في أديرةٍ وكنائسَ، في مصر. ويشيرُ الأب سمير إلى مدخلٍ للقدِّيسِ كْلَوْديوس الأنطاكيّ CLAUDIUS OF ANTIOCH في «الموسوعة القپطيّة»، ولكن مِثْلَ هذا المدخلِ لا يظهرُ فيها، ولكن يظهرُ، على العكسِ، في موسوعةٍ أُخرى، انظر: Joseph-Marie Sauget, “Claodio”, Bibliotheca Sanctorum, vol. 4, Roma, Città Nuova, 1964, col. 12-13. وقدْ وصلتْنا سيرةُ القدِّيسِ في عددٍ قليلٍ من المخطوطاتِ، ولكن بصيغٍ مختلفةٍ. هناك سيرةٌ موجزةٌ جدًّا وردتْ في كتابِ «السِنَكْسار»، تحت يوم ١١ بؤونه، وهي تضعُ الشهيدَ في إطارِ بعضِ أفرادِ أُسرتِهِ، وتضيفُ إلى أمجادِهِ حربَهُ ضدَّ ملكِ الأرمن، وانتصارَه عليه. وهناكَ طبعاتٌ وصياغاتٌ مختلفةٌ لهذا المصدرِ الهامِّ. وهناكَ سيرةٌ موجزةٌ، توفَّرَتْ لي منها، حتّى الآن، صورةٌ لمخطوطِ القاهرةِ، المتحفِ القپطيّ، تاريخ ٤٦٩، ورقة ٢٨١ظ-٢٨٦ظ، حسب الترقيمِ الاپقطي، وهو منسوخٌ سنة ١٣٦٣، وهناكَ قطعٌ في أعلى الورقة ٢٨٢، ولذا سقطتْ بعضُ الكلماتِ في آخرِ المقدّمةِ (الرقم ١٩)، وفي رسالةِ دِيوكْلِتْسيانُس إلى أرْيانُس (الرقم ٣٠). ويحوي هذا النصُّ الموجزُ إشاراتٍ إلى أنماطِ سِيَرِ الشهداءِ المختلفةِ. وأقدمُ هذه الأنماطِ هو محاضرُ الحُكْمِ على المسيحيينَ بالقتلِ الصادرةِ منَ السلطةِ الرومانيّةِ، وهي تتميِّزُ بالبساطةِ، ويغلبُ عليها الطابعُ القانونيّ، وفيما بَعْدُ، عندَ نسخِها، أضافَ عليها الكُتّابُ المسيحيونَ بعضَ العباراتِ، في البدايةِ والنهايةِ. ومنْ أهمِّ وأقدمِ هذه الوثائقِ محضرُ الحُكْمِ على القدِّيسِ يُسْتِينُس (+ ١٦٥) (انظر ترجمةَ هذا المحضرِ في «السِنَكْسار» المشتمل على سير القدِّيسين الذين تكرِّمهم كنيسةُ الروم الملكيين الكاثوليك عى مدار السنة، وضعه ميشيل عسّاف، بيروت، المطبعة البولسيّة)، هناك أكثرُ من طبعةٍ، تحت يومِ الأوّلِ من حزيران (يونيو). ونجدُ في نصِّنا إشارةً إلى ذلكَ، بإصْرارِ القدِّيسِ كْلُودِيوس على صدورِ الحُكْمِ عليهِ، بطَلَبِ كتابةِ قضيّتِهِ (الأرقام ١٠٣، ١٠٦، ١١١). والنمطُ الثاني لسِيَرِ الشهداءِ هو شهادةُ الحاضرينَ المسيحيينَ في مكانِ تنفيذِ الحُكْمِ. وينقلُ لنا هذا النمطُ مشاعرَ الحاضرينَ المسيحيينَ، وهي مشاعرٌ حقيقيّة، حتّى وإنْ لم تكن كذلكَ بالنسبة إلى غيرِهِمْ. ومن أهمّ وأقدم هذه الوثائق رسالةُ المسيحيينَ الحاضرينَ استشهاد القدِّيس پُولِيكَرْپُس (+ ١٥٥) اسقف ازمير إلى كنيسة فيلومِلْيوس (انظر نصّ الرسالة في «الآباء الرسوليون» [سلسلة آباء الكنيسة، ١]، عربّه عن اليونانيّة الياس معوّض، بيروت، منشورات النور، ١٩٧٠، ص ١٥٦-١٦٤). وفي هذه الرسالة يكتبُ المؤمنونَ: «عندما نطقَ پُولِيكَرْپُس بكلمةِ آمين، في نهايةِ صلاتِهِ، أوقدَ الرجالُ النارَ، فارتفعتْ عاليةً وهّاجةً. وفي هذه اللحظاتِ حصلتْ معجزةٌ رآها البعضُ، وآثرنا أنْ نُبْقِيها سِرًّا على الآخرين. كانتِ النارُ ترتفعُ بشكلِ قُبَّةٍ ان بشكلِ غُلالةٍ نفخها الريحُ أحاطتْ بالجسدِ. كانَ الشهيدُ يقفُ في الوسطِ، لا كَلَحْمٍ يحترقُ، بلْ كَخُبْزٍ يُشْوى، أو كَذَهَبٍ، أو فِضَّةٍ وُضِعَتْ في البَوْتَقَةِ، وكنّا نتنسَّمُ رائحةً، كأنَّها البُخُورِ، أو عُطُورٍ نادرةٍ ثمينةٍ» (الرقم ١٥، ص ١٦٢). وفي نصِّنا، الشاهدُ الناقلُ هو أنَسْطاسِيوس خادمُ القدِّيسِ (الرقم ١١٦)، ولكن منْ الممكنِ أنْ يكونَ هناكَ شهودٌ آخرون نقلوا السيرةَ. والنمطُ الثالثُ لسِيَرِ الشهداءِ، وهو المعروفُ أكثر في أوساطِنا، هو نمطُ المَلاحِمِ (ملحمة كلمة عبرانيّة تعني «معركة»)، وهو نمطٌ، في رأيِيْ، متأخِّرٌ، وتَصْعُبُ معرفةُ مصدرِهِ. وفي نصِّنا، هذا النمطُ غيرُ طاغٍ، ولكنَّه موجودٌ، أراهُ في مواجهةِ القدِّيسِ لديوكْلِتسيانُس وأريانُس الوالي، وعددٍ قليلٍ منَ المعجزاتِ. وهناكَ سِيَرٌ طويلةٌ للقدِّيسِ كْلُودْيوس، وستتضّحُ العلاقةُ بينها بنشرِها. تردُ إحدى هذه السِيَرِ الطويلةِ في مخطوطِ القاهرة، المتحف القپطيّ، تاريخ ٤٧٤، ورقة ٩١ظ-١١٥جـ، وهو منسوخٌ سنة ١٣٥٨، ولا يظهرُ العنوانُ في الصورةِ، ربّما لكونِهِ بمدادٍ أحمر، وهو يبدأ بقصّةٍ طويلةٍ عن ديوكْلِتسيانُس وابن ملك الفرس والپطريرك، وهي قصّةٌ تردُ في سِيَرِ شهداءٍ آخرين، ويبدأ الحديثُ عن كْلُودْيوس (في النصّ: «اقلوديوس») عند ورقة ٩٦جـ، وتردُ فيه عناصرُ السيرةِ الموجزةِ، ولكن بتفاصيلَ أكثر. وهناكَ شاهدٌ آخر شبيهٌ بالنصِّ السابقِ نجدُهُ في مخطوط پاريس عربي ٤٧٧٦، ورقة ٥٩ظ-١١٠ظ، وهو منسوخٌ سنة ١٨٨٦. وهناكَ مخطوطٌ آخر يحوي سيرةً مطوّلةً، ولكنَّها منسوبةٌ إلى قُسْطَنْطينُس اسقف أسيوط، وهي في پاريس عربيّ ٤٧٩٣، ورقة ١٨جـ-٤٨جـ، حسب الترقيمِ العربيّ الغربيّ، وهي من القرن السابع عشر، وثَمَّةُ ترجمةٌ فرنسيّةٌ لهذا النصِّ قامَ بها اميلينو: E.C. Amélineau, Contes et romans de lʼÉgypte chrétienne, tome 2 (Collections de contes et chansons populaires), Paris, 1888, p. 1-54. وهناك أربعةُ نصوصٍ قپطيّة صعيديّة، مع ترجمةٍ فرنسيّةٍ، نشرها جيرار جُودْرون، سنة،١٩٧٠، وهي للسيرة التي وضعها قُسْطَنْطينُس اسقف أسيوط: Gérard Godron, Textes coptes relatifs à Saint Claude dʼAntioche (Patrologia Orientalis, 35), Turnhout, Brepols, 1970, p. 395-692 [30+270 p.]. وهناك شذرةٌ قپطيّةٌ بلهجةِ طيبا نشرها أميلينو: E.C. Amelineau, “Martyre dʼapa Claudios dʼAntioche.” Etudes archéologique linguistiques et historiques, Leiden, 1885, p. 89-94. وهناكَ سيرةٌ مطوّلةٌ أُخرى منسوبةٌ كذلكَ إلى قُسْطَنْطينُس اسقف أسيوط، يذكر الأب سمير أنّها تَرِدُ في مخطوطِ پاريس عربي ٤٧٧٦، ورقة ١٠١جـ-١٥٩جـ، وهي منسوخةٌ سنة ١٨٨٦، وفي مخطوطِ فْلُورَنْسا، مكتبة لَوْرِنْسِيانا، شرقيّ ٢٠٤، ورقة ٦٩جـ-١٣٩ظ، وهي منسوخةٌ سنة ١٥٠٨. وإلى هذه المخطوطاتِ تُضافُ تلكَ المذكورةُ في طبعة ١٩٨٢؛ ومخطوطا المركز الفرنسيسكانيّ بالقاهرة، رقم ٤٢٤، ورقة ١جـ-٢٠ظ (ساقط النهاية)، منسوخ سنة ١٩٠٢، ورقم ٥٣٦، ورقة ١٠٤جـ-١٣٦جـ (ترقيم ابقطي)، ص ٩٦٧-١٠٢٣، وهو منسوخ سنة ١٧٠٧. وفي دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر هناك مخطوطان على الأقلِّ يحويان سيرةَ القدِّيسِ، هما حسبُ الترقيمِ الحديثِ: قدّيسون ٦٨ و٧٤ (قديم ٧٨، ٩٥)؛ وكذلكَ في دير الأنبا أنتونيوس هناكَ مخطوطان، هما تاريخ ٨٤، ١١٧؛ وفي دير البرموس بوادي النطرون: تاريخ ٢٩، و٣٧؛ وفي كنيسة القدِّيسة بربارا بالقاهرة، رقم ٤٢؛ ويصعبُ تحديدُ نوع النصِّ لعدمِ ذِكْرِ الأوراق في الفهارسِ غيرِ المطبوعةِ، وغيرِ المُفَصَّلَةِ. هذه النشرة تعتمدُ هذه النشرةُ على مخطوطٍ وحيدٍ، وقدْ أصلحتُ الأخطاءَ الإملائيّةَ والنحويّةَ، ووضعتُ قراءةَ المخطوطِ الخاطئةِ بين قوسَيْن مُرَبْعَيْن [ببنط أصغر]. وأضفتُ الهمزاتِ والشدّاتِ، وتشكيلَ نهايةِ الكلماتِ وأحيانًا الكلمةِ كلِّها. وأضفتُ بعضَ الشرحِ والشواهد الكتابيّة بين قوسَين مَعْقُوفَيْن {}. ورقّمتُ الفقراتِ، وخصّصتُ فقرةً خاصّةً لأقوالِ أبطالِ القصّةِ، وكتبتُ أقوالَ الشهيدِ ببنط أسود BOLD؛ لِلَفْتِ النظرِ إليها. ١ [٢٨١ظ] بسمِ الآبِ والابنِ والروحِ القدسِ، الإلهِ الواحدِ ٢ سيرةُ استشهادِ الشهيدِ، القدّيسِ، الشجاعِ، الغالبِ، الظافرِ، بالسيِّدِ يسوع المسيح، الإلهِ، ماري اكلوديوس، التي [الدي] أكْمَلَها في اليومِ الحادي عشر من شهرِ بؤونه. بسلامٍ من الله. آمين. [مقدّمةٌ مسجوعةٌ] ٣ قالَ: المجدُ لله، الذي جَبَى مَنِ اجْتَبَى منْ أصفيائه، ٤ واصْطَفَى مَنْ صَفَى [صفا] منْ أوليائه، ومنْ شهدائه، ٥ ولاحظَ، بعنايتِهِ، مَنْ حافظَ على اسمِهِ، بسفكِ دمائه، ٦ وعاضدَ مَنْ جاهدَ، على الإيمانِ، بِحُسْنِ رجائه، ٧ وأيَّدَ مَنْ شدَّ دعائمَ صبرِهِ، ووثائقَ ثباته، ٨ وتَوَّجَ المعترفينَ به، قُدّامَ الملوكِ، بأكاليلِ نعمائه. ٩ نُقَدِّسُهُ بأصواتِ التهليلِ والتمجيد. ١٠ ونُسَبِّحُهُ تسبيحًا، نَسْتَكْثِرُ منْ مُداوَمَتِهِ، ونَسْتَزِيد. ١١ ونستشفعُ إليهِ بكرامةِ القدّيسِ الشجاعِ، ماري اكلوديوس؛ ١٢ ليغفرَ لنا، بشفاعتِهِ، خطايانا الكثيرة؛ ١٣ ويتجاوزَ عمّا فعلناهُ، ونَفْعَلُهُ، منْ كلِّ جَرِيمَةٍ وجَرِيرَة؛ ١٤ ويَشْمَلَنا، برحمتِهِ العميمةِ، ورأفتِهِ الغزيرة؛ ١٥ ويجعلَنا مستحقِّينَ للوقوفِ، في بيعتِهِ الجامعةِ الرسوليّة، ١٦ وسماعِ أقوالِهِ الإلهيّة، ١٧ ووصاياه الانجيليّة، ١٨ بعقولٍ صافيةٍ من الأكْدارِ [٢٨٢جـ] العالميّة، ١٩ وقلوبٍ خاليةٍ من {هناك قطع في أعلى الورقة} ٢٠ إلى آخرِ الأزمانِ الدهريّة، ٢١ وآذانٍ سامعةٍ، وقلوبٍ مُصْغِيةٍ إلى سماعِ هذه السيرةِ {؟} المقدَّسةِ المُلُوكيّة. [محاكمةُ القدّيسِ الأُولى أمامَ ديوكلتسيانُس] ٢٢ إنَّهُ، لمّا كانَ في مملكةِ الملكِ المنافقِ ديقلاديانوس، الذي أغضبَ الله وملائكتَهُ، بأعمالِهِ النجسةِ، وعبدَ الأوثانَ، وأمرَ الناسَ بالسجودِ لها، كانَ في ذلكَ الوقتِ (أميرٌ كبيرٌ سائرٌ) [اميرًا كبيرًا سايرًا] في حقوقِ الله وناموسِهِ، بغيرِ عيبٍ، يُسَمّى اكلوديوس، وهذا كانَ الملكُ يستشيرُهُ، في كلِّ أُمورِهِ. ٢٣ فلمّا كانَ، {في} بعضِ الأوقاتِ، قالَ لهُ الملكُ: ٢٤ «يا اكلوديوس، أنتَ تعلمُ أنِّي أُحِبُّكَ جِدًّا، وأنا أسْألُكَ [اسلك] أنْ تسجدَ لآلهتي المصنوعةِ لي؛ لأنَّكَ تعرفُ (أنّها التي صَنَعَتْ) [انهم الدين صنعوا] بيننا الصُلْحَ والسلامَ، وخَلَّصَتْ [وخلصوا] مدينتَنا منَ السَبْي!». ٢٥ فأجابَ القدّيسُ اكلوديوس، وقالَ للملكِ: ٢٦ «ليسَ إلهٌ في السماءِ، وعلى الأرضِ، إلاّ يسوع المسيح ابن [بن] الله الحيّ، الذي يجبُ لهُ السجودُ والعبادةُ وحدَهُ، الويلُ لكَ، أيُّها الملكُ الجاهلُ؛ لأنَّ الشيطان وجدَ فيكَ محلّاً، أنا أقولُ لكَ، أيُّها المرذولُ ديقلاديانوس، إنَّكَ، إنْ دُمْتَ على هذا الجهلِ، سيأخذُ الربُّ منكَ المملكةَ، وينزعُ نفسَكَ منْكَ سريعًا، وتمضي إلى أسافلِ الجحيم!». ٢٧ فأجابَهُ الملكُ قائلاً: ٢٨ «يا اكلوديوس، ما هذا الكلامُ الرديء؟ أقولُ لكَ: إنْ دُمْتَ على هذا الكلامِ الرديء، سأنْفيكَ إلى ديارِ مصر، وتُعَذَّبْ هناك، وتُؤْخَذْ رأسُكَ!». ٢٩ وبعد ذلك دعا [ادعا] الملكُ ستّةً منَ الأجْنادِ، فقَيَّدُوا القدّيسَ، وكتبَ مطالعةً هكذا قائلاً: ٣٠ «إلى أرْيانوس، والي أنْصِنَا، هوذا قدْ [٢٨٢ظ] {هناك قطع في أعلى الورقة الأيمن} اكلوديوس لمْ يُرِدْ أنْ يسجدَ لآلهتي {؟}، افْعَلْ فيهِ ما شِئْتَ، وإذا لمْ يسمعْ منكَ اضْرِبْ رقبتَهُ بالسيفِ!». ٣١ حينئذٍ الجندُ أخذوا القدّيسَ اكلوديوس، وهو مُكَبَّلٌ بالسلاسلِ، وحملوهُ في المركبِ، وساروا قاصدينَ مدينةَ أنْصِنَا. ٣٢ وإنَّ القدّيسَ بسطَ يدَيْهِ، وصلّى هكذا قائلاً: ٣٣ «نَجِّني، باسمِكَ، يا إلهي [الاهي]، وبجبروتِكَ احْكُمْ لي؛ فإنَّ الغرباءَ قاموا عليّ، والأقوياءَ طلبوا نفسي {مزمور ٥٤/ ٣-٥}، آمنتُ بكَ، يا سيِّدي، وأُوقِنُ [وايقن] أنَّك ترشدني في كلِّ طريقٍ أسْلُكُها، لأنّ المجدَ لكَ، إلى الأبد، آمين!». ٣٤ وفيما كانَ القدّيسُ اكلوديوس [اقلوديوس] يقولُ هذا، كانَ أهلُ أنطاكيه جميعُهُمْ يبكونَ [يبكوا] بكاءً مرًّا، على فِراقِ القدّيسِ اكلوديوس. {شفاءُ ممسوسٍ منَ الشيطان} ٣٥ وفيما هم كذلكَ، وإذا إنسانٌ بهِ روحٌ نجسٌ، منذُ صِغَرِهِ، فصرخَ قائلاً: ٣٦ «أيُّها الناسُ، ابْعُدُوا عنْ سيِّدِي اكلوديوس، فأنا، الآنَ، بأمْرِهِ أخْرُجُ منْ هذا الإنسانِ، ولا أعودُ إليهِ إلى الأبدِ!». ٣٧ ولمّا قالَ هذا انتهرَهُ القدّيسُ اكلوديوس قائلاً لهُ: ٣٨ «الذي أمرَ لاجوون يخرجُ منَ الرجلِ المُعْتَرَى، هو يأمرُكَ، الآنَ، أنْ تَخْرُجَ من هذا الإنسانِ!» {مرقس ٥/ ٩؛ لوقا ٨/ ٣٠}. {إعادةُ النظرِ إلى أعمى} ٣٩ وبعدَ ذلكَ أتى [اتا] إنسانٌ أعمى، فصرخَ قائلاً: ٤٠ «يا رجلَ الله، عبدَ السيِّدِ يسوع المسيح، اكلوديوس، ارْحَمْني!». ٤١ وكانَ {في} صُحْبَةِ القدّيسِ (عبدٌ صغيرٌ) [عبدًا صغيرًا] فقالَ لهُ: ٤٢ «يا سيِّدِي، ارْحَمْ هذا، وأبْرِئه!». ٤٣ وإنَّ القدّيسَ وضعَ يدَيْهِ على عَيْنَيْ الرجلِ قائلاً: ٤٤ «ابنُ [بن] الله الحيّ، الذي وهبَ النَظَرَ للأعمى [للاعما] المولودِ {يوحنّا ٩}، فهو، الآنَ، [٢٨٣جـ] يَهَبُ [توهب] لكَ النَظَرَ، دُفْعَةً أُخرى!». ٤٥ ثمَّ رشمَهُ بعلامةِ الصليبِ، فأبصرَ جيِّدًا، وبَرِئ [وبرا]. ٤٦ وإنَّ الجموعَ صرخوا قائلينَ: ٤٧ «ليس إلهٌ إلاّ يسوع المسيح، إلهَ القدّيسِ اكلوديوس!». {السفرُ بالقدّيسِ إلى مصر} ٤٨ وإنَّ القدّيسَ ودّعَ الجمعَ، وباركَهُمْ، قائلاً: ٤٩ «سلامُ الربِّ، الله، الضابطِ الكلِّ، وعطيّةُ الابنِ، وفَرَحُ نعمةِ الروحِ القدسِ تَحِلُّ عليكُمْ، وتُعْطِيكُمْ نعمةً ورحمةً، أمامَ كرسي عَظَمَتِهِ، وهوذا أنا، الآنَ، مُنْطَلِقٌ لأُكْمِلَ إرادةَ سيِّدِي يسوع المسيح، وأنتمْ، فلا تتوانوا عنْ خلاصِ نفوسِكُمْ!» {انظر أعمال ٢٠/ ١٧-٢٨}. ٥٠ وبعدَ ذلكَ أعْطاهُمْ السلامَ، وأقْلَعَتِ المركبُ، وسافروا، حتّى وصلوا إلى مدينةِ الاسكندريّه، ثمَّ أيضًا منْ هناكَ أقلعوا إلى صعيدِ مصر، ووصلوا إلى أنْصِنَا، في اليومِ الخامسِ من شهرِ بَشُنْس. ٥١ وإنَّ الجندَ سألوا عنْ الوالي، فلمْ يجدوهُ، فقِيلَ لهُمْ: «إنَّه مضى إلى أسيوط!»، وإنَّهُمْ ساروا في طَلَبِهِ، فوجدَهُمْ في الطريقِ قدّيسان، أحدُهُما يُسَمّى أبامُون، والآخر سرنا، فسَلَّمَ عليهما [عليهم] القدّيسُ اكلوديوس، وقالَ لهُما [لهم]: ٥٢ «حقًّا هذه إرادةُ السيِّدِ المسيح، الذي جمعنَا في هذا المكانِ، أقولُ لكُما [لكم]، أيُّّها الأخَوان [الاخوه]: إنَّه لمّا كانَ قَبْل إتيانِكما [اتيانكم] إلى ههنا [هاهنا] وقعَ عليّ سباتٌ [سباتًا]، فنُمْتُ، ورأيتُ السماءَ مفتوحةً، وشابًا حسنًا جالسًا على كرسي، فقدَّمَ لي عشرةَ أكاليلٍ، قائلاً: لا تَخَفْ، هوذا أنا معَكَ، وَرَفِيقَيْكَ إلى أنْ يَكْمُلَ جهادُكُمْ، فإذا وصلا [وصلوا] إليكَ، (اقْبَلْهُما؛ فإنَّهُما مختاران) [اقبلهم فانهم مختارين] لي، هذا ما رأيتُهُ منْ أجْلِكُما [اجلكم]». {المحاكمةُ أمامَ أرْيانُس، والي أنْصِنا} ٥٣ حينئذٍ صَلُّوا معَ [٢٨٣ظ] بعضِهِمْ، وسافروا إلى مدينةِ أسيوط [سيوط]، فوجدوا الوالي، ودفعوا له مطالعاتِ الملكِ، فقرأها [فقراهم]. ٥٤ وقالَ للقدِّيسِ اكلوديوس: ٥٥ «أما تَذْكُرُ أمْرِتَيْك {أيْ كونك أميرًا}، أيُّها الوزيرُ اكلوديوس، والملكُ قدْ كتبَ إليّ أنَّكَ صنعتَ معَهُ خيراتٍ عظيمةٍ، والآنَ، فتقدَّمْ، وضَحِّ [وضحي] للآلهةِ، وأنا أدْفَعُ لكَ كراماتٍ عظيمةٍ!». ٥٦ فأجابَهُ القدِّيسُ اكلوديوس قائلاً: ٥٧ «مكتوبٌ في المزامير: إنّ عطاياكَ تكونُ لكَ، وكراماتِكَ لآخر تكون!» {دانيال ٥/ ١٧}. ٥٨ {فقالَ له الوالي}: «أقولُ لكَ، يا سيِّدِي اكلوديوس: إنَّه لواجبٌ عليّ أنْ أقفَ في خدمتِكَ، لولا مرسومُ الملكِ، فطِعْني [فطيعني] الآنَ، واحملْ البخورَ!». ٥٩ فقالَ له القدِّيسُ اكلوديوس: ٦٠ «أيُّها الجاهلُ، مَنْ ديقلاديانوس؟ ومَنْ {اقرأ: ما} هي [هم] آلهتُهُ المرذولةُ؟ حسنًا تنبّأ عليها [عليهم] داود [داوود] النبيّ قائلاً: إنّ آلهةَ الأُمَمِ ذهبٌ وفضّةٌ، لها أفواهٌ لا تنطقُ، وأعينٌ لا تنظرُ، وآذانٌ لا تسمعُ، وأرْجُلٌ لا تمشي، وأيدي لا تَلْمِسُ، وحناجرُ ليسَ فيها صوتٌ، فليَكُنْ صانعوها مِثْلَها، (وكلُّ مَنْ) [وكلمن] يعبدُها، ويتوكّلُ عليها» {مزمور ١١٥/ ٤-٨؛ مزمور ١٣٥/ ١٥-١٨؛ قابل اشعيا ٤٤/ ٩-٢٠؛ ارميا ١٠/ ١-١٦؛ باروك ٦}. ٦١ فقالَ له الوالي أريانا: ٦٢ «يا اكلوديوس، دَعْ عنكَ هذا الكلامَ؛ لئلاّ تموتَ أشرَّ موتةٍ {اقرأ: ميتة}». ٦٣ ثمَّ أمرَ أنْ يعتقلوه إلى الغدِ، وبعدَ ذلكَ جلسَ الوالي، في مكانِ الحُكْمِ، وأمرَ بإحضارِ القدِّيسِ اكلوديوس [اقلوديوس]. ٦٤ وإنَّ الجندَ، الذين أتوا صُحْبَتَهُ، صرخوا قائلين: ٦٥ «نحنُ نصارى مؤمنينَ بالإلهِ [بالالا] يسوع المسيح ابنِ [بن] الله الحيَّ». ٦٦ وإنَّ الوالي أمرَ أنْ تؤخَذَ رؤوسُهُمْ، بحدِّ السيفِ، ففعلوا بهِمْ [٢٨٤جـ] كذلكَ، وكمَّلوا شهادتَهُمْ، ومضوا إلى النعيمِ الأبديّ. ٦٧ وإنَّ القدِّيسَ اكلوديوس قال للوالي: ٦٨ «هوذا الذين معي أتوا قدْ أدركتْهُمْ نعمةُ الله، وأنا الآنَ سوفَ ألحقُهُمْ إلى ملكوتِ السمواتِ». ٦٩ وإنَّ أريانا قالَ لهُ: ٧٠ «يا اكلوديوس، ضَحِّ [ضحي] لآلهةِ الملكِ؛ لئلاّ تموتَ موتًا رديئًا» [رديًا]. ٧١ وفيما هُمْ كذلكَ، وإذا بامرأةٍ شابةٍ، هذه كانتِ ابنةَ مُحْتَسِبِ البلدِ، واسمُها تكلا، وصُحْبَُها معلِّمُ مكتبٍ، ومعَهُ مائة (اثنان وأربعون طفلاً) [اتنين واربعين طفل] وأكثر أُمّهاتِهم، فصرخوا قائلينَ: ٧٢ «نحن نصارى مؤمنينَ بالسيِّدِ يسوع المسيح، إلهِ القدِّيسِ اكلوديوس!». ٧٣ فأمرَ الوالي أنْ يَضْرِبوا رقابَهُمْ بحدِّ السيفِ، ففعلوا بهم ذلكَ، وكمّلوا شهادتَهُمْ، ونالوا الإكليلَ الغيرَ مضمحلٍّ، في ملكوتِ السمواتِ. ٧٤ وإنَّ الجليسَ قالَ للوالي: «إنْ تركتَ هذا الأنطاكيّ، فهوذا سوفَ (يؤمنُ بإلهِهِ كلُّ مَنْ) [يامن {بدون تنقيط} بالاهه كلمن] في المدينةِ. ٧٥ وبعدَ ذلكَ سارَ الوالي منْ مدينةِ أسيوط [سيوط] وصُحْبَتُهُ القدّيسُ اكلوديوس، وشهداءٌ أُخَر، إلى مدينةِ أنْصِنا، وجلسَ في موضعِ الحُكْمِ، وقالَ للقدِّيسِ اكلوديوس: ٧٦ «سوفَ أُعذِّبُكَ بِطُولِ النفي، حتّى تموتَ سرعةً، كما أمرَ الملكُ، وَيَبِيدُ سِحْرُكَ!». ٧٧ وإنَّ القدّيس اكلوديوس قالَ للوالي: ٧٨ «سوفَ يُجازِيكَ الله سريعًا!». {إعادةُ النظرِ إلى عَيْنَيْ الوالي} ٧٩ وللوقتِ انْكَفَّ نَظَرُ الوالي، ولمْ يَعُدْ [يعود] يُبْصِرُ، بِعَيْنَيْهِ شيئًا [شيًا]. ٨٠ وإنَّه صرخَ قائلاً: ٨١ «أعِنّي [عينني]، يا سيِّدِي اكلوديوس!». ٨٢ فقالَ لهُ القدِّيسُ: ٨٣ «إذا لمْ تعترفْ أمامَ الجَمْعِ كُلِّهِ أنَّ ليسَ ثَمَّة إلهٌ إلاّ يسوع [٢٨٤ظ] المسيح ابن [بن] الله الحيّ، وهو يُعافِيكَ [يعافا] منْ مَرَضِكَ [مرضه]». ٨٤ وإنَّ الوالي فعلَ كذلكَ، ووضعَ {القدّيسُ} يدَه على عَيْنَيْ الوالي، وشفاهُ [واشفاه] منْ مَرَضِهِ. {استمرارُ طُغْيانِ الوالي} ٨٥ وبعدَ ذلكَ قالَ لهُ {الوالي}: ٨٦ «يا سيِّدِي اكلوديوس، كما أطَعْتُكَ، وفَعَلْتُ إرادتَكَ، هكذا أنتَ أيضًا، اسْمَعْ منِّي، وَضَحِّ [وضحي] للآلهةِ، وأنا أكْتُبُ إلى الملكِ {أنْ} يجعلَكَ متولّي الصعيد، ومصر، وكلِّ أعمالِها!». ٨٧ فأجابَهُ القدٍّيسُ اكلوديوس قائلاً: ٨٨ «تُحْرَقْ أنتَ، ومَلِكُكَ الكافرُ، وآلهتُكَ المرذولةُ، أيُّها الكلبُ النجسُ!». ٨٩ فقالَ لهُ أريانا: ٩٠ «أيُّها العاصي، المخالفَ الملكِ، أُسْلِمْتَ إليّ أفْعَلُ فيكَ ما شِئْتُ!» {انظر يوحنّا ١٩/ ١٠}. ٩١ وإنِّه أمرَ أنْ يُمْضى به إلى السجنِ، حتّى يعودَ من مدينةِ الأشْمُونَيْن، ففعلوا به كذلكَ. {صلاةُ القدّيسِ في السجنِ وإجابةُ السماءِ} ٩٢ ولمّا دخلَ القدِّيسُ إلى السجنِ، بسطَ يَدَيْهِ، وصلّى، فأتاهُ صوتٌ منَ السماءِ، قائلاً: ٩٣ «يا اكلوديوس، العبدُ الأمينُ، الحكيمُ، المؤمنُ، منْ أجلِ أنَّكَ صِرْتَ أمينًا على القليلِ، أنا أُقيمُكَ على الكثيرِ {متّى ٢٥/ ٢١، ٢٣}. ٩٤ لا تَخَفْ [تخاف]، هوذا أنا أكونُ مَعَكَ، إلى أنْ تُكْمِل جهادَك، قدْ قَرَعْتُ {أيْ جعلتُ لك كقرعةٍ، أيْ كنصيبٍ} لكَ [- +] ثلاثةَ [تلته] أكاليلٍ نورانيّةٍ سمائيّةٍ: الواحدُ منْ أجلِ غُرْبَتِكَ، والآخر منْ أجلِ بَتُولِيَّتِكَ، والآخر لأجلِ شهادتِكَ، والآنَ، تعالَ، الآنَ؛ لتستريحَ مع جميعِ القدِّيسينَ، في ملكوتِ السمواتِ. ٩٥ وسوفَ تَظْهَرُ منْ جسدِكَ عجائبُ كثيرةٌ، وتُبْنى [وتبنا] بيعةٌ باسمِكِ، وتَحِلُّ قوّتي وبركتي فيها، أقولُ لكَ: ٩٦ إنَّ كلَّ مَنْ بهِ مرضٌ منَ الأمراضِ الصعبةِ العَسِرِ بِرْؤها، وأتى [واتا] إلى بيعتك وسألني، باسمِكَ، أنا أشْفِيهِ عاجلاً. ٩٧ وكلُّ مَنْ يكتُبْ سيرةَ شهادتِكَ، أنا أكْتُبُ اسمَهُ، في سِفْرِ الحياةِ. ٩٨ وكلُّ مَنْ [٢٨٥جـ] يُكَفِّنْ جسدَكَ، أنا أسْتُرُهُ يومَ الدينونةِ. ٩٩ وكلُّ مَنْ يصنعْ وليمةً، باسمِكَ، في يومِ عيدِكَ، للفقراءِ، والمساكينِ، والمنقطعينَ، وذوي الحاجةِ، والأراملِ، والأيتامِ، أنا أجْعَلُهُ يَجْلِسُ معَ القدِّيسينَ، في وليمةِ الألفِ سنةٍ. ١٠٠ وهوذا جسدُكَ يُقِيمُ مَخْفِيًّا في الأرضِ زمانًا، وبعدَ هذا يَظْهَرُ على يدِ أحدِ المؤمنينَ، وتُبْنى [وتبنا] بيعةٌ باسمِكَ، وتكونُ مِنْهُ أشفيةٌ كثيرةٌ، ويأتي إليكَ المؤمنونَ، منْ كلِّ مكانٍ. ١٠١ والآنَ، فاسْتَعِدّ، وأكْمِلْ جهادَكَ؛ لتنالَ إكليلَ الغَلَبةِ، وتُعَيِّدَ معَ جميعِ القدّيسينَ، في ملكوتِ السمواتِ؛ سلامي يكونُ مَعَكَ، إلى الأبدِ. آمين!». {استشهادُ القدِّيسِ} ١٠٢ وبعدَ ذلكَ تقدَّمَ القدِّيسُ اكلوديوس أمامَ الوالي، وصرخَ قائلاً: ١٠٣ «أيُّها المنافقُ، بالحقيقةِ، أيُّّها الملكُ الكافرُ، الذي يموتُ، ويَضْمَحِلُّ مُلْكُهُ سريعًا، اكْتُبْ الآنَ قضيّتي، حتّى متى تتمهَّلَ عليّ؟». ١٠٤ فقالَ له أرْيانا: ١٠٥ «وحقُّ عِزَّةِ الروم، وأپُلُّون، وبَقِيَّةِ الآلهةِ [الآله]، لئلاّ أُقْتُلَكَ، لئلاّ يسمعَ الملكُ، فيغتاظَ [فيغتاض] عليّ، ويُقِيلَنِي بسببِكَ، وأكونَ مخالفًا لأوامرِهِ!». ١٠٦ فقالَ لهُ القدِّيسُ اكلوديوس: ١٠٧ «أمّا أنتَ، أيُّها الكافرُ، فإنَّك حلفتَ بآلهتِكَ المرذولةِ، ومَلِكِكَ الكافرِ، فأمّا أنا فأحلفُ لكَ بالحيّ الدائمِ، ربّي يسوع المسيح، فإنَّ هذا النهارَ لا ينقضي، ولا تأكلُ، ولا تشربُ؛ حتّى تكتبَ قضيّتي!». ١٠٨ فقالَ لهُ الوالي: ١٠٩ «أنا لا أنتقمُ مِنْكَ؛ لأنَّكَ منْ أكابرِ المَمْلَكَةِ، لكنْ أنا أُخَلِّدُكَ في النفي، إلى أنْ تموتَ موتَ نفسِكَ!». ١١٠ وقامَ للوقتِ، ورَكِبَ حِصانَهُ، فأرادَ أنْ يتحرَّكَ منْ مكانِهِ، فلمْ يقدرْ. ١١١ وإنَّ القدِّيس اكلوديوس [٢٨٥ظ] قال للوالي: ١١٢ «حَيٌّ هو سيِّدِي يسوع المسيح، إنَّك، يا أرْيانا، لا تتحرَّكْ منْ مكانِكَ؛ حتّى تكتبَ قضيّتي!». ١١٣ وإنَّ الوالي غضبَ جدًّا، وأمر أنْ يأتوا بخشبةٍ، ويرفعوا القدِّيس عليها، وإنَّهم فعلوا بهِ كذلكَ، وكانَ يقولُ: «أبانا الذي في السموات». ١١٤ وإنَّ أرْيانا حَنَقَ جدَّا، وكانتْ [وكان] بيدِهِ حَرْبَةٌ، فطعنَ القدِّيس اكلوديوس بها، في جَنْبِهِ، فأسلمَ الروحَ، ونالَ إكليلَ الشهادةِ، في اليومِ الحادي عشر منْ شهرِ بؤونه، ومضتْ نفسُهُ المقدَّسةُ إلى أماكنِ النَياحِ، حيثُ الأبرارُ والصدِّيقونَ [والصديقين]. ١١٥ وأعطاهُ الربُّ ثلاثةَ [تلته] أكاليلٍ: الواحدُ منْ أجلِ بَتُولِيَّتِهِ، والآخر منْ أجلِ أتعابِهِ على الاسمِ المُخَلِّصِ، والآخر لأجلِ الغُرْبَةِ، وتَرْكِ المملكةِ الأرضيّةِ. ١١٦ ولمّا رأى الوالي أنَّ القدّيس اكلوديوس قدْ أسْلَمَ الروحَ، نَدِمَ على قَتْلِهِ كثيرًا، وسَلَّمَ جسدَهُ إلى كهنةِ الپِرْبا {المعبد؛ وتُطْلَقُ عادةً على المعابدِ الوثنيّةِ}، فدفنوهُ تحتَ لَبْخَةٍ بجبلِ أنْصِنا، بكرامةٍ عظيمةٍ. ١١٧ وإنَّ أنَسْطاسِيوس الغلامَ، الذي لهُ كتبَ جميعَ أتعابِهِ، وصَبْرِهِ، وجهادِهِ، وحملَ دمَهُ في (إزارٍ نقيٍّ) [ازارًا نقيًا]، وكَفَّنَ الجسدَ المقدَّسَ في لفائفَ [لفايفًا] طاهرةٍ، ورجعَ عائدًا إلى مدينةِ أنطاكيه، وأخبرَ أُختَهُ القدِّيسةَ تفاسا (بكلِّ ما) [بكلما] اتّفقَ لهُ كثيرًا، ففرحتْ لأجلِ إيمانهِ المستقيمِ، وكيفَ انتقلَ منْ هذه الدنيا، ونُظِمَ معَ جُمْلةِ الشهداءِ الأبرارِ، وحزنت على فَقْدِهِ كثيرًا. ١١٨ ولمْ يزلِ الجسدُ المقدَّسُ [٢٨٦جـ] مَخْفِيًّا في لِحْفِ {أصل} الجبلِ بمدينةِ أنْصِنا، إلى أنْ انقضى زمانُ الاضْطِهادِ، ظَهَرَ القدِّيسُ اكلوديوس لبعضِ المؤمنينَ، وأعْلَمَهُ بالمكانِ، فأظهرَهُ، وبنى [وابتا] عليهِ بيعةً حَسَنَةً، وكُرِّزتْ بمدينةِ أنْصِنا، في الحادي عشر منْ شهرِ كيهك، وأظهرَ الربُّ فيها منَ الآياتِ والعجائبِ، بما لا يقدرُ لسانٌ جسديٌّ {أنْ} ينطقَ باليسيرِ مِنْها. {دعاءٌ ختاميٌّ} ١١٩ فنسألُ الربَّ، بشفاعتِهِ المقبولةِ، أنْ يغفرَ خطاياكُمْ، ويسامحَكُمْ بآثامِكُمْ، ويسترَ هفواتِكُمْ وعيوبَكُمْ، ويغفرَ زلاّتِكُمْ، ويتجاوزَ عن سيئاتِكُمْ [سياتكم] ويجعلَكُمْ ممّنْ فازَ بصالحِ الأعمالِ، قَبْلَ فُرُوغِ الآجالِ، وأنْ يكفيَكُمْ الضرباتِ الشيطانيّة، والمحنَ الزمنيّةَ، والأمراضَ البدنيّةَ. ١٢٠ وأنْ يجعلَ بابَ بيعتِه مفتوحًا، في وجوهِكُمْ، على ممرِّ الأزمانِ والدهورِ. ١٢١ ويخذلَ، ويرذلَ سائرَ الأعداءِ المناصبينَ المقاومينَ لكُمْ ولها، ويجعلَ كَيْدَهُمْ راجعًا في نَحْرِهِمْ، ومشورتَهُمُ مبدَّدةً على رؤوسِهِمْ. ١٢٢ ويُعْلي [وتعلو] نِيلَكُمْ، ويُخْصِبَ بالبركاتِ أرْزاقَكُمْ، ويُنْمي ثمارَكُمْ، ويُقَوّي مشايخَكُمْ، ويَهَبَ الصحّةَ لكهولِكُمْ، والعفّةَ لنسائِكُمْ، والنَشْأةَ [والنشااة] الصالحة لأطفالِكُمْ، ويبقيَكُمْ على الإيمانِ المستقيمِ باسمِهِ العظيمِ. ١٢٣ بشفاعةِ ذاتِ الشفاعاتِ، معدنِ الطُهْرِ والبركاتِ، الستِّ السيِّدةِ، والدةِ الإلهِ، القدِّيسةِ، البتولِ، والعذراءِ [والعدري] الطاهرةِ، أُمِّ النورِ، الذي {أيْ النور} لا يزولُ [٢٨٦ظ]، والشهيدِ العظيمِ، پطريرك مدينةِ الاسكندريّه، ماري مرقص الانجيليّ الرسولِ، وكافةِ الشهداءِ، والقدّيسينَ، والرسلِ المختارينَ، وكلِّ مَنْ أرضى [ارضا] الربَّ الإلهَ، بأعمالِهِ الصالحةِ، منْ ذرّيّةِ آدم، الآنَ، وكلَّ أوانٍ، وإلى دهرِ الداهرينَ. آمين. آمين. آمين. كمل هذا العملُ في نوڤمبر ٢٠١٦، وبحمدِ الله، تمّتْ مراجعتُه النهائيّةُ عصرَ الجمعةِ، ٨ سبتمبر ٢٠١٧، عيد ميلاد العذراء مريم، حسب التقويم الجريجوريانيّ.

No comments:

Post a Comment